يتناول البحث المعالجات التشكيلية والتقنية لجداريات الأبيض والأسود المعاصرة في اوروبا والامريكتين ويبدأ ذلك بالأستعراض التاريخى لنشأة و توظيف الابيض و الأسود في أعمال التصوير الجداري بداية من القرن الرابع عشر وحتى الأن . والذي بدأ بتطور طريقة الزجاج المصهور المطلي بطبقة رقيقة من اللون ثم تطور أسلوب الحفر على الكليشيهات النحاسية والطباعة بواسطتها والتي نتج عنها نتائج أكثر دقة ومهارة . وما تلها من ازدهار فن الزجاج المعشق ظهر مدى تأثر رسامى الزجاج بالأسلوب الجرافيكي الخاص بالطباعه ، كما تم توجيه مزيد من الدعم لأكتشاف تقنيات الزجاج المعشق فى القرن التاسع عشر ووصولا للقرن العشرين حيث انتقلت تقنيات التصوير الجداري باللونين الأبيض والأسود من الزجاج إلى الجداريات وكان العمل الأشهر " لبيكاسو Picasso" " لوحة الجورانيكا Guernica ".والتي عبر بيها الفنان عن ويلات الحروب وآلامها وحتى لون الدم الأحمر عبر عنه بالأبيض والأسود في فلسفة جريئة في تناول مثل تلك الموضوعات العنيفة .

وعن وجود اللونين الأبيض والأسود في الجداريات العامة فتطرق البحث لذلك لاتجاه الذي يهدف إلى تقديم أفضل تجربة فنيه في الفضاء العام.واستعرض البحث العديد من التجارب الفنية المتنوعة في تقنياتها وموضوعاتها وأسلوب معالجتها للقضايا في كثير من الدول الأوروبية والامريكية والمشتركة في أعتماد اللونين الأبيض والأسود ومابينهما من تدريجات رمادية في طرح أعمالهم . فبعنصر مشترك ومجموعة لونية محدوده كانت نتائج لاحصر لتنوعها. تلائم الخصوصيه الثقافيه و التراثيه و تراعي التنوع في توظيف التصميمات و التقنيات تبعا لطبيعه كل منطقه او مدينه و أختلاف خصائص روادها و طبيعتهم ,فتتحقق الغايه الكبري من توظيف الفن لإمتاع المشاهد والتعبير عنه.