ويمكن الإشارة إلى رائد النحت المصري الحديث محمود مختار الذي اتخذ من الهوية المصرية نقطة انطلاق للتعبير والإبداع النحتي ودفعته إلى العالمية، وتمثل أهمية مختار في هذا البحث انه أول نحات مصري في العصر الحديث بعد فتره انقطاع طويلة للفن المصري بشكل عام ولفن النحت بشكل خاص ،وزادت من شهره مختار و اجتماع الجمهور المصري حوله ،اعتزازه بهويته في فترة زمنية كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني وكان الشعب المصري يبحث عن هويته في مقاومته ضد المحتل البريطاني ،يبحث عنها في لغته ودينه وفي الفن، لتبدأ حركة التمصير التى تنتهي بثورة عام 1919 مؤثرة على شكل الفنون وتطور الآداب في العقد التالي. ليلتقي كل من مختار والشعب المصري تحت راية الهوية الوطنية، حيث وجد الشعب المصري في أعمال نحت مختار صورة من صور الانتماء والوطنية لتتوحد أطياف المجتمع وتلتف حول أعماله النحتية.

رغم دراسة مختار لنماذج النحت الغربية إلا أن موهبة ورؤيته وبحثه عن الذات والهوية التى لم تغب عن رؤيته في أعماله الفنية، دفعته للاستفادة مما تعلمه ليستلهم بعد ذلك من الإرث الحضاري لمصر في أعماله والذي وجد فيه فنا لا ينتهي، هذه الأعمال التي لم تكن تقليدا لمنحوتات وثقافة اندثرت منذ عشرات القرون بل كانت حضارة ذات هوية مصرية،حياة الشعب المصري .

اختار الباحث دراسة أعمال مختار في مجال النحت المصري الحديث للبحث عن الهوية المصرية فيها، والمؤثرات التي شكلت رؤيته النحتية وأصبحت من سمات أعماله وأكسبتها الروح والهوية المصرية