الهدف من الهندسة البيئية هو العناية بكل ما من شأنه تأمين سلامة البيئة لتوفير المحيط الصحي للإنسان، إلا أن التطور التكنولوجي والنمو الصناعي الضخم في أواخر الستينات كان له مردودا عكسيا على البيئة، فظهرت العديد من المشاكل كزيادة التلوث البيئي وأزمة الطاقة العالمية، كما أدى هذا التطور لتغير في أفكار التصميم الداخلي وبالتالي تطور الشكل والوظيفة، لكن دون مراعاة المعايير القياسية الخاصة بالخامة ومدى تأثيرها على البيئة الداخلية للإنسان، ثم حدثت مرحلة التحول وإعادة النظر في التأثيرات السلبية وتصحيح المسار في كل الاتجاهات وعقد صلح مع البيئة، وانعكست تلك الصحوة على العمارة فكانت الدعوة إلى العمارة الصديقة إلى البيئة كالعمارة الإيكولوجية والعضوية والخضراء والمستدامة وغيرها.

ومفهوم التصميم المستدام لا يعني تخطيط حيز داخلي طبيعي فقط، فجزء رئيسي منه يعتمد على حساب الطاقة الكهربائية المستهلكة والمنتجة للغازات الملوثة حتى يصبح التصميم مكتملا، ومما لاشك فيه أن ثالوث التصميم والخامة والإقتصاد يجسد علاقات متبادلة التأثير وعلى درجة كبيرة من التعقيد، من هنا ظهرت مشكلة عدم التفكير والتشجيع على استخدام مواد بديلة من الطبيعة أو معادة التدوير في أعمال التصميم الداخلي، بالرغم من أنه يمكن أن تساعد في إيجاد معالجة حديثة لتصميمات العمارة الداخلية المختلفة بالإضافة للإقلال من الملوثات في البيئة الداخلية. لذا لابد من أن تفتح الدراسات العلمية المجال للوصول إلى تقنيات وأفكار جديدة لمعالجة المواد التقليدية المتوفرة حاليا، كذلك البحث في الطبيعة بشكل أكثر دقة للاستفادة منها في توفير خامات أكثر محافظة على البيئة وفي نفس الوقت مستجيبة لمتطلبات شاغلي الحيز بمختلف نشاطاته.