إن الفن الذي يواكب العصور الصناعية المختلفة والذي يخاطب العصر والتكنولوجيا لا يتثمل في مجموعة لوحات تعبر عن الموضوعات المرتبطة بالصناعة؛ إن استخدام الحرفة في التصنيع وفي الابتكار بدأ منذ بداية وجود الإنسان في الأرض، فحيثما وجدت الحاجة ووجدت اليد البشرية ووجدت الآلة يجد الإنسان نفسه مطوعاً لما يملك من عقل ومن أدوات لتنفيذ ما يريده من ابتكارات يحتاج إليها لاستكمال حياته اليومية. ويشهد التطور الصناعي في المراحل المختلفة منتجات صناعية تواكب المرحلة في محاولات لتوظيف هذه التكنولوجيا. وعليه فبعد ظهور مصطلح التصميم الصناعي فإن عدم وجود تعريف واضح لمصطلح الفن الصناعي أدى إلى وجود خلط كبير في مصطلحات التصميم على الأخص قبل وبعد ظهور مدرسة أولم وإلى عصرنا الحالي مما يجعل هناك خلط في المجالات المختلفة لممارسة التصميم وتصنيف المدارس المختلفة التي تُحسب على التصميم الصناعي. هذا التداخل الذي يجعلنا نرغب في الاستقرار على حدوده تجعلنا قادرين على ترسيم الحدود بين مصطلح التصميم الصناعي ومصطلح الفن الصناعي من خلال استعراض المراحل التاريخية المختلفة للفنون الصناعية والعصور المختلفة للآلة بتنوعها وحداثتها على مر الزمن، ثم من خلال تعريف التصميم الصناعي والوقوف على بداية ظهوره كمصطلح مقنن واستعراض Timeline له والرواد المختلفين القائمين عليه ومنها استعراض وما وراء المصطلح - فلسفته- الذي يجعلنا قادرين على التصنيف وفقا له.