عند الحديث عن الفنون في الحضارة المصرية القديمة فإن النحت يأتي في المرتبه الاولى فقد کان أعظم عناصر هذه الحضارة ؛فنحن نجد المصري القديم أول من أتقن فن النحت و برع فيه و قدم إلينا فنا قويا ناضجا في عهد يکاد يکون عهد بداية الحضارات .
فالنحت يعد من الفنون التي تتميز بانتمائها إلى التراث ؛فقد إستخدمته الحضارات القديمة للتعبير عن مهارتها و استخدموا النحت البارز لتدوين تاريخهم و هذا ما برع فيه المصري القديم حيث قدم النحت البارز بصوره شديده الدقه ليخلد تاريخه و جعله يشغل جدران معابده ليروي لنا تاريخهم و سر عظمة تلک الحضارة العريقة .
و اختلفت الموضوعات التي تناولها النحت البارز مابين مواضيع دينيه و مواضيع دنياويه ؛ تنوعت بين معتقدات دينيه و أساطير للآلهة و معارک وحروب أواحداث اجتماعية ...الخ و لم يقتصر وجود النحت البارز على المعابد الدينية فقط إلا اننا على سبيل المثال نجد مقابر المصري القديم لا تخلو من أعمال النحت البارز التي تنقل لنا حياة المتوفي. حتى أن التوابيت نفسها يشغلها النحت البارز بطريقة أکثر تحررًا من کونه مجرد لوحة على الجدار مقيدة داخل إطار محدد ؛فقد کانت تلک التوابيت بمثابتة ساحة عرض جديدة لأعمال النحت البارز .
لذا فالنحت البارز عند المصري القديم لم يکن مجرد فن برع فيه إلا أنه کان بمثابتة وسيلة التواصل الرئيسية بين الحضارة المصرية القديمة والمستقبل أجمع . و على الرغم من ذلک فقد تمکن منه و نوع فيه بين البارز و الغائر و اهتم بدقه التفاصيل و درس التشريح للإنسان و الحيوان ووضع قوانينه لهم فأظهر الطبيعية بمنظوره الخاص .