يُثَارُ جدلٌ واسعٌ حول مسألة تتعلّق بطبيعة إدراک المشهد الحضري الکلّي والتي تتفرّع إلى الخصائص الترکيبيّة (syntactic) والدلاليّة (semantic)لتصميم "أثاث الشّارع". على هذا الأساس، يکمن اختلاف "بين النّزعة العقليّة الکلاسيکيّة التي تدّعي أنَّ عمليّة إدراک الموضوعات التصميميّة في المدينة مُجرّد نشاط ذاتيّ، والنظريّة الجشطالتيّة التي تُؤکّد على صورة أو بنية الموضوع المُدرَک في هذه العمليّة" ، ولهذا رغبنا في تقصّي الحقيقة بين القضيّتين مع تبنّي الکفّة التي تُرجّح النّتيجة المنطقيّة لعقلنة الأثاث في الفضاء العامّ؛ إذن من الضّروري أن نطرح السّؤال بشکله وصياغته الآتية: هل الإدراک هو حصيلة بناء معرفي ذهني وانعکاس لأنشطة وظائفه، أم هو تصوّرٌ خاصّ لنظام الأشياء المؤثّثة لمُحيطنا الخارجيّ؟ بمعنى آخر هل يتأتّى الإدراک من فاعليّة الذّات المُدرِکة أم من طبيعة الموضوع المُدْرک وماهيته؟
يُعدّ الإدراک من العمليّات العقليّة (العشوائيّة والمُنتظمة) المُعقّدة التي يقوم من خلالها الفرد بالإتّصال مع البيئة الخارجيّة لاستقبال، وانتقاء، وتفسير، وتأويل الإحساسات أو الانطباعات الحسيّة المتأتّية من مثير واحِدٍ أو أکثر في البيئة المحيطة لکي يضيف إليها معنًى يکتسي أهمّيّتَهُ من تجاربنا وخبراتنا الماضية والحاضرة.
الکلمات المفتاحيّة: التّصميم الصناعي، السّيرورة التصميميّة، النظريّات والمناهج، الفضاء الحضري، الجشطالتيّة، التطبيق.