يُمثل العمل الفني ذلک الأثر الذي يحدثه الفنان في الزمان والمکان، فهو تطلع وتحليل لرؤية مخصوصة کمحاولة منه للإضافة والابداع، ولکن هذا العمل الفني لا يمکن أن يکون اعتباطيًا أو فعلًا بديهيًا وعاديًا، بل هو ممارسة تستند إلى جملة من التأثيرات البصرية والحسية والمادية والنفسية، ومن ذلک ينتج الإبداع في العمل الفني.
التعبير بالحرف العربي هو في صلبه محاولة مشروعة وتطور تاريخي للفن نحو تخطي الواقع السطحي، ولم يغفل التشکيليون عبر التاريخ عن القيم التشکيلية للحرف بل إن إستلهام الحروف العربية کقيمه تشکيلية ورمزية في التطور الحضاري العربي يعد واحدًا من أبرز السمات المميزة لهذا التطور والحقيقة أن استخدام الکتابة العربية في المجالات الإبداعية التشکيلية في العالم العربي لم يکن في يوم من الأيام ظاهره هامشيه.
إن العمل الفني بطبيعته يُوحي بأکثر مما هو عليه نظرًا لحمله جملًا وعلاقات تشکيليه کثيفة الدلالة وغنيه بالمعاني، حيث الإتجاه أو الأسلوب هو أحد الوسائل التي تُضفي قيمًا جمالية تکنيکية لبروز الفکرة وهو أحد العناصر الهامة في العملية الإبداعية.