تعد العجائن بأنواعها وسماتها من أبرز الأسباب لتطور وتغيير الفکرة العامة للتصوير الجداري وخاصة تقنية الفسيفساء، حيث إن الفسيفساء لم تعد مقتصرة على رص المکعبات فحسب، بل أضفت العجائن مزيجاً من الجمال إلى هذه الخامة، وکذلک أصبحت لوحة الفسيفساء المعاصرة أکثر تميزاً وجمالاً بإضافة العجائن الملونة، کما أن العجائن يسهل دمجها مع الفسيفساء.
ومع الوقت لم تعد تقتصر فکرة العجائن على دمجها مع الفسيفساء فقط، فهنالک أيضاً أنواع تستخدم للصق أو عمل مستويات للفسيفساء مثل عجائن (السيتوکس اتش ومشتقاتها) بما يتناسب مع التصميم وغالباً ما تدخل مادة الأسمنت في ترکيب هذه العجائن؛ حيث أن الأسمنت هو الخامة الأساسية في هذه العجائن، وکان يستخدم قديماً في أعمال الفسيفساء والترميم إلى أن تم تطويره ليشتمل على عدة أنواع تستخدم في التصوير الجداري المعاصر، ويمکن تلوين وخلط هذه المونة بالأکاسيد اللونية أو ألوان الأکريليک والأصباغ، للحصول على عجائن ملونة يتم توظفيها في العمل الفني.
ويعرض البحث بعض أنواع العجائن الأسمنتية مثل (الأکريليک، سيتوکس اتش، الجراوت) وخصائصها وترکيبها، والتجارب الفنية لمصوري الجداري المعاصرين في دول عدة ، الذين استخدموا تلک العجائن في أعمالهم مثل الفنانة الأمريکية جاکلين اسکندر والفنان الإيطالي لوقا باربيريني، والفنانة الروسية ايلينا کيريلوفا ، ومن أستراليا الفنان توم نيکلسون و غيرهم من الفنانين.