إن تصميم الإضاءة والتصحيح اللوني هما أحد وسائل التشکيل الفني التي تبرز مجموعة کبيرة من المعاني التي يطمع إليه أي عمل فني في توصيل أهدافه أو بمعنى أدق درجة وتحويل الکتابة المتمثلة في السيناريو الورقي إلى مجموعة من المشاعر والأحاسيس بداخل المتلقي للعمل الفني والتي بدورها تکون أحد أهم أهداف العمل الفني, فالعمل الفني الناجح هو الذي يستطيع أن يغزو النفس الإنسانية ويجعلها في حالة توحد مع الفکرة الرئيسية للعمل الفني.
لم يعد دور مدير التصوير الناجح مختزل في رسم النور للمشهد فقط بل أصبح واجب عليه قرائه العمل جيداً ودراسته ومعرفة أبعاده والأهداف التي يريد توصيلها من تحويل تلک العمل الأدبي إلى عمل درامي حتى يستطيع أن يضع تصميم مناسب للصورة من نواحي تکوين الإضاءة والألوان .
ان تصميم الإضاءة داخل العمل الدرامي هو بمثابة الشفرة الدرامية للعمل الفني فمن خلال تصميم الإضاءة سواء کانت زاوية الإضاءة او الطبقة الضوئية يمکننا ان نبدأ في فک معطيات العمل الدرامي کما يستطيع المتلقي ان يبدأ في الدخول في أعماق العمل الفني
کما نستطيع ان نتعرف أيضا علي ملامح شخصيات العمل هذا بالطبع الي جانب الدور النفسي الذي يلعبه تصميم الإضاءة علي المتفرج حيث تستطيع الإضاءة ان تجعل المتلقي منفعل او متحفز او سعيد .
کذلک فإن استخدام الالوان في الصورة الدرامية کطاقة فنية هائلة تتيح لمصمم الصورة لما تحتوية من جوانب فنية فرصة التعبير عن افکاره بالعديد من الاساليب المتنوعة والجذابة .
وتدل الدراسات التحليلية في الصورة المرتبطة بالألوان هو ان وضوحها ونقائها تؤدى الى زيادة هائلة في جذب الانتباه .