اتبعت الکنيسة مذهب الزهد والبعد عن استخدام المواد الثمينة في البناء لذلک لعب الرمز دوراً هاماً في الإنشاءات المعمارية والفنية في الکنائس ولذلک يتطرق البحث لمفهوم فن الرومانيسک، والدلالات والمعاني الرمزية للديانة المسيحية في التصميم المعماري الکنسي من خلال استعراض عدة نماذج من مختلف البلدان للمفردات المعمارية الرومانسکية مثل: تخطيط الکنيسة الذي يأخذ شکل صليب لاتيني، والذي يرمز لفداء المسيح. وتحليل أسباب اتجاه معظم الکنائس للشرق طبقا لما جاء في الإنجيل، وفى تفسيرات أباء الکنيسة الأوائل. فالرمزية الدينية ليست مقتصرة فقط على فن الرومانسکي فحسب بل على الفنون المسيحية بشکل عام.
فالرمز غير محدد بالزمان وليس مقتصر على مکان ما. فالرمز عبارة عن علامات وإشارات مستخدمة ضمن ثقافة، أو حضارة، أو دين معين، وکيفية تعامل الأفراد مع هذه الدلالات سواء کان هذا الرمز ثقافيا أو دينيا. وهذه الرموز تعتبر مادة غنية وزاخرة للدراسة، کما أنها قوية من حيث التأثير على المتلقي والمشاهد.
بعض رموز الفن الرومانسکي مستمدة من الحضارات القديمة (حضارات الشرق الأدنى والأقصى) وبعض الأساطير الإغريقية مضيفاً إليها رؤية جديدة لعقيدته مع الجوانب الرئيسية للديانة. ثم انتقالنا الى دراسة المذبح في العهدي القديم والجديد مع ذکر مثال عن أشهر المذابح الرومانية في برجامون ورمز المذبح في المسيحية، والأواني الفضية للمذبح ورمزيتها والتي تتعلق أشکالها بأحداث من موت المسيح. کما اتسمت الفنون الأخرى مثل التصوير، والنحت وبالأخص تيجان الأعمدة التي نحت عليها مشاهد توراتية رمزية أيضا لأنها بمثابة إنجيل مرئي للأميين بجانب تيجان الأعمدة التي صور عليها أشکال حيوانات. بالإضافة إلى الفنون الصغرى التي زينت بالصلبان. فمازالت هذه الرموز متداولة حتى يومنا هذا.