في يومنا هذا، صارت أرقام الطلاق والتفكك الأسري مقلقة بشكل يستلزم النظر في الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، سواء كانت اختلافات شخصية لدى الزوجين أو ضغوطات حياتية أو قيمًا ومفاهيم مرتبطة بالحياة الزوجية. في هذا السياق، يحاول هذا المقال أن يبين أن الخلاف الزوجي ظاهرة طبيعية تنشأ نتيجة التفاعلات اليومية والاختلافات الشخصية والثقافية بين الشريكين، رغم أن ذلك لا ينفي ضرورة إبقائه في مستويات معينة لا تؤدي إلى التفكك الأسري. بعد العروج على موضوع التفكك الأسري الذي صار مستفحلا في المجتمع الحديث، يعرف هذا المقال ظاهرة الخلاف الزوجي من منظور علم الاجتماع، مسلطًا الضوء على تعريفاته وأنواعه، ثم يحاول أن يحلل العوامل المؤدية إلى الخلاف بين الزوجين والتي تضم العوامل الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية بالإضافة إلى عامل توقعات الأدوار. يتناول المقال بعد ذلك دور الدين في مواجهة الخلافات الزوجية، مؤكدًا على أن التعاليم الدينية تقدم إطارًا نظريًا وقيميًا للتعامل مع هذا النوع من الخلافات بطرق بنّاءة، حيث إن الدين يعزز مجموعة من القيم من قبيل التسامح والصبر والتفاهم المتبادل، مما يسهم في تقوية الوازع الروحي لدى الزوجين وتعزيز التزامهما تجاه بعضهما البعض. ثم يخلص المقال في نهايته إلى أن فهم ظاهرة الخلاف الزوجي وأسبابها يعد الأساس لضمان استدامة الزواج، مؤكدا على أن الالتزام بالتعاليم الدينية والقيم الأخلاقية يمكن أن يقلل من حدة الخلافات ويوجهها نحو حلول بنّاءة، مما قد يساهم في تحقيق حياة زوجية مستقرة ومرضية للطرفين وبناءِ أسرة متماسكة.