يتناول هذا البحث دور فن الرسم في تعزيز التعبير عن علاقات فنية لأشكال ومفردات بيئية وقطاعات لونية شكلتها كلاً من" يد الانسان الفِطري البسيط" "وعوامل الزمن " ، حيث ترك الانسان الفطري أثاراً مادية ومفردات متنوعة ذات قيم جمالية أصيلة ، نبعت من التفاعل الغريزي مع البيئة ولأغراض اخري نفعية حاملة معها هوية ثقافية وتاريخية عريقة ، حيث ظهرت بإبداع عفوي غير مقصود وغير مقيد بقواعد مدروسة . وقد ساهم عامل الزمن في إحداث تغيرات كبيرة في الصنعة التي انتجها الإنسان الفطري مُكوناً اشكال جديدة طبيعية غير مُخطط لها من قبل ، تبدو في نظر مشاهديها أنها عيوب وأضرار لحقت بالمكان ، لاكنها في الحقيقة أضفت لمسات جمالية ساحرة في أعين الفنان وكل متذوق للجمال . فالفنان قد حباه الله بصفات خاصة ميزته عن باقي الاشخاص العادين فهو يري الجمال ويحس به بفعل موهبتة ودراسته وخبراته المتراكمة ، فهو يعزز هذا الجمال ويعبر عنه في أعمالة الفنية المتنوعة . فهو يتمتع بقدرة علي تحليل التكوينات الموجودة بصورة عميقة ومنفصلة عن الواقع الملموس ، كما يري في الضوء الساقط علي الاشياء والظلال المُتكونة علي الاجسام سحراً وجازبية لا تُقاوم ، وقد ظهر ذلك من خلال تجربة الباحث الذي أحس بهذا الجمال الكامن في أجزاء من البيوت القديمة وجدرانها المتآكلة واسقفها العشوائية المتهالكة ، حيث عبر من خلال لوحاته المرسومة المُلونة عن تلك الطاقة الكامنة في تلك العناصر البسيطة التي هي ميراث لأيادي فطرية بسيطة تركتها بكل حب وكأنها هدية لكل متعطش يبحث عن الجمال اللامنتهي .