تعتبر الدائرة شكلاً مثيراً للاهتمام وسط الأشكال الهندسية، والتي غالباً ما تُشير إلى الأبدية والكمال والاستمرارية. فقد كان للشكل الدائري وجوداً في عصور ما قبل التاريخ وفي الحضارات القديمة. ومن ناحية رمزيتها في الفن فهي دلالة اللانهاية، الفن الذي احتوى تاريخه على الكثير من الفنانين الذين استخدموا الدوائر كموضوع للتعبير عن أفكارهم المختلفة. فقد هيمنت الدوائر على تجربتنا مع الطبيعة لآلاف السنين. حيث نرى شكلها في الشمس والقمر. فأصبحت الدوائر عالقة في أذهاننا كخبرة أساسية لمجمل الرموز التمثيلية. ففي مختلف الأديان والدائرة ترمز إلى الرحم الحاضن، والمساحة المقدسة، كما هو واضح من خلال الزخارف الدائرية للبوذية والهندوسية، كما استُخدمت الدائرة في الفنون الإسلامية بشكل كبير لما تتمتع به من بساطة، الأمر الذي نتج عنه رســـــم دوائر عديدة من خلال الزخارف الإسلامية. هذا ولمّا كانت الدائرة كشكل ذات أهمية وقيم تشكيلية وسط مجموعة الأشكال الهندسية وبما حوت من معاني وأفكار ورموز روحانية والتي قادت الكثير من الفنانين للتعبير بواسطتها عن الأفكار والمعتقدات؛ كانت أيضاً الأساس الذي بنى عليه الباحث فكرته التي نفذ من خلالها تجربته الفنية. فالدائرة بالنسبة للباحث رحم، تعني الاحتواء، الاحتضان، الشمول، والرحمة... إلخ من المعاني الرفيعة. فجاءت في مجمل الأعمال الفنية بين التجريد بشكلها الهندسي البحت وتجربة التلقائية الحدسية التي تكون وليدة الإحساس والعفوية.