يعتبر موضوع الصلب من الموضوعات الأساسية فى تاريخ الفن ، فقد تم تصوير أحداثه مراراً و تكراراً و بطرق و تصورات مختلفة ، من فنان لآخر عبر العصور التى تلت ظهور المسيحية . و بحلول النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، طرأت متغيرات فى الفن ، فقد صاحب ذلك عدة أحداث أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر ،على الصياغات التشكيلية للفنانين حتى فى الموضوع الواحد ، و من ضمن هذه الأحداث و المؤثرات ، تحرر الفن من الدين و البلاط و ظهور النقد الفنى و الإتجاهات الفنية المختلفة ، و كذلك ظهور التصوير الفوتوغرافى . و بحلول القرن العشرين ، تعددت المذاهب الفنية و أصبحت الأعمال صدى مباشر للحركة العلمية و الفكرية ، فمنهم من تأثر بالمذهب الحيوى و ما يتعلق بالإدراك و الإبتكار ، فى فهم النظريات الجمالية الحديثة ، و من تأثر بأبحاث سيجموند فرويد عن الغريزة الجنسية و اللاشعور و إرتباط ذلك بالتحليل النفسى و الأحلام و ما يقوم عليا من الرمزيات . كما كان للنظرية النسبية دوراً بارزاً ، حيث كان لقوانين الحركة آثارها فى الفن فى إيطاليا .
قام جوجان بصياغة موضوع الصلب فى لوحته المسيح الأصفر ، بمضمون و فكرة أختلفت عمن سبقوه ، معبراً من خلال موضوع الصلب عن رفضة للمجتمع الحديث . كما تناول أيضاً مارك شاجال موضوع الصلب ، معبراً عن معاناة و أضطهاد اليهود فى ألمانيا ، على يد الحزب الاشتراكى النازى . و تناول سلفادور دالى موضوع الصلب بصياغة تشكيلية و فكرة جديدة ، معتمداً على رؤية و تصور واعظ فى القرن السادس عشر .