يعد اﻟﺘﺮاث ﻫﻮ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ والهوية اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ القيم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ، ﻓﺎﻟﻔﻨﺎن عندا يصمم ﻋﻤﻠﻪ ﻳﺤﻘﻖ ذاﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ أﺣﺎﺳﻴﺴﻪ وﻳﺤﻘﻖ هدفاً ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ وﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻪ .
ويعتبر فن السدو من أقدم الحرف التقليدية التي عرفتها نساء البادية في الخليج العربي ، ولقد ارتبطت منذ نشأتها ببيئتها الصحراوية فارتكزت على ألوان الصحراء الواضحة والحارة والمعبرة عن بساطة أهلها ، فالمرأة البدوية تتعمد استعمال الألوان الصارخة كالأحمر والبرتقالي في منسوجاتها بالسدو ، لتعكلس بذلك حساً فنياً وذوقاً جمالياً فطريا ، فقد كانت النساء قديماً يستعن ببعض النباتات الصحراوية لغرض صبغ الخيوط الصوفية ، وكن يستعملن بعض الخامات لتثبيت اللون ، ولقــد شــكل الســدو بتصاميمــه المختلفــة وزخارفــه وألوانــه الزاهيــة أشــكالاً تراثيــة يتجـلـى فيهــا الإبــداع الشــعبي ، ويبلغ علم الأشكال والألوان مستوى رائعاً من النضج الفني بما تتسم به من تقنيات ومواد متنوعة ، حيث أن فناني السدو قد برعوا في الرسم على النسيج في شكل رموز تحتوي على مجموعة من الأشكال التعبيرية والرمزية التي تنتمي للبيئة ، كما توصلوا إلى ابتكار أشكال جديدة فبلغوا فيها مستوى التجريب ، فضلاً عن الإثراء الذي تنطوي عليه تلك الأشكال لما تتمتع به من خصوبة الخيال .