يعني هذا البحث بفن الكاريكاتير ومدى ارتباطه بفن النحت الخزفي، كيف كانت بداياته في الحضارات البدائية القديمة وتعاقباته التاريخية، إلى أن خرج من مرحلة المبالغة الساذجة الي مرحلة المبالغة التي تتطلب مهارة عالية، وذات المستوى التشكيلي العالي، وكيف تطور وأصبح فناً مستقلاً بذاته ذو سمات مميزة وأهداف مستقلة في العصر الحديث ثم المعاصر، ومدى استفادة الفنانين من التقنيات والألوان الخزفية المتنوعة في إثراء التعبير في فن الكاريكاتير الخزفي من خلال عرض بعض النماذج لأعمال مجموعة من الفنانين في مصر والعالم.فن الكاريكاتير هو ذلك الفن الذي مهدت لظهوره الفطرة الساخرة كنواة أساسية ارتبطت قديماً وحديثاً بالتعبير عن المجتمع وقضاياه، باعتماده علي المزج بين عناصر المبالغة والتحوير مع السخرية والتهكم أو الكوميديا والإضحاك ليعبر مجازيا عن قضايا مختلفة، وموقف الكاريكاتير يختلف في التعبير المصور في نواح كثيرة عن موقفه في التعبير المجسم خاصة في فن النحت الخزف، حيث يرتبط هذا أيضًا بالمادة وثراء لغتها وتعبيرها. فالطين مع سهولة تشكيله وقوة تعبيره فإن له القدرة على تحقيق الرؤية من جميع الاتجاهات، وبعد حرقه هو متين ومقاوم، كما يسمح للفنان أن يضيف روح الدعابة وأن ينقل مشاعره وأفكاره وانطباعاته إلي الطين بشكل مباشر.