تلعب المواد والوسائط دوراً فعالاً في العملية الفنية ، كونها إحدى وسائل وأساليب العمل الفني، وتعتبر وسيلة تحمل فكر الفنان وإحساسه ، وتؤثر طبيعة الوسائط وتقنيتها على الجانب الجمالي الفريد الذي يميز تلك المادة عن غيرها من المواد أو الوسائط. يعتبر اللاينو أحد الوسائط الحاسمة عبر تاريخ الطباعة ، والذي تم تقديمه خلال القرن العشرين كبديل لبعض أنواع الطباعة البارزة ، وخاصة الصفائح الخشبية ، في حين أن تقنية اللاينو هي إحدى الأساليب الأكاديمية الهامة المعتمدة في التعليم الفني وقد عملت بشكل كبير كطباعة يدوية في مجال التعليم الفني على مر السنين.

أحد أشهر الفنانين الذين استخدموا الطباعة بقطع اللاينو هو الفنان بابلو بيكاسو، الذي ابتكر أكثر من مائة مطبوعة فنية ، بدأ مطبوعاته الفنية بالعمل الذي أطلق عليه اسم "صورة امرأة شابة، بعد كراناخ الأصغر" ، مستخدمًا طريقة مميزه للطباعة باستخدام قطعة لاينو واحدة لكل لون على حدة ، قبل أن يطور تلك التقنية باستخدام لوحة واحدة متعددة المراحل من قطعة اللاينو لإنشاء مطبوعات متعددة الألوان.

يتطرق الباحث في هذه الدراسة إلى أمر مهم يتعلق بتقنية الطباعة التي لم يجربها بابلو بيكاسو، وهي إنتاج إحدى لوحاته الزيتية عن طريق اللاينو، وذلك بطريقتين: الأولى تتعلق بتعدد الألوان الطباعية بطبقات من قطعة لاينو الواحدة، أما الطريقة الأخرى فهي تنفيذ العمل بالكامل باستخدام ألوان الباستيل من ثم طباعة طبقة واحدة لإظهار خطوط وتفاصيل الصورة الأصلية في الطبعة التي تم إنتاجها. أجريت التجربة في هذه الدراسة من خلال مشروع الطباعة لطالبات التربية الفنية في كلية التربية الأساسية في الكويت.