يتطرق البحث إلى حالة استلهام جماليات العمارة في الفنون بشكل عام وما تمثله من إثراء للأعمال الفنية حيث تعد العمارة أحد عناصر البيئة المحيطة بالفنان، وكذلك العلاقة المتبادلة بين العمارة والطبعة الفنية وما توفره الطباعة بواسطة تقنياتها المختلفة من إمكانيات لعرض جمال التصميمات المعمارية، هذا والدور الذي لعبته الطباعة في توثيق التاريخ المعماري والحفاظ عليه على مر القرون، وكذلك عرض لنماذج أعمال بعض فناني الطباعة والتي ألهمت المهندسين المعماريين للتفكير خارج الحدود التقليدية واستكشاف إمكانيات جديدة في التصميم، وأثارت مطبوعاتهم نقاشات حول الإدراك المكاني والعلاقة بين البيئة المبنية والحالة الإنسانية، وكذلك استعراض المجالات التي توفرها الطباعة المعاصرة للفنانين لاستكشاف تصميمات المباني من خلال التركيز على التفاعل بين الأشكال المعمارية والجماليات الفنية وأيضا العمق الاجتماعي والتاريخي للمباني، بما يمثل أحد الأساليب في استخدام تقنيات الطباعة لإنشاء اعمال فنية تلتقط جوهر العمارة وتثير إحساسا بالمكان، وتعد وسيلة لإعادة تفسير الموضوعات المعمارية بطرقة فريدة ومبتكرة، وذلك من خلال التقنيات المختلفة والخيارات الفنية المتعددة التي يمكن من خلالها نقل الجمال والتعقيد والتأثير العاطفي للهندسة المعمارية في اعمال الطبعة الفنية.
ويستعرض البحث بعض الأمثلة على كيفية تأثر بعض الرواد من فناني الطباعة بالعمارة من خلال تقدم أعمالاً فنية بواسطة مجموعة متنوعة من التقنيات الطباعية لالتقاط جوهر الأشكال المعمارية، كما يتناول البحث نماذج لأعمال عدد من فناني الطبعة الفنية وذلك عبر مراحل زمنية متعددة تمتد حتى عصرنا الحاضر ويتضح من خلالها تأثر الفنانين المعاصرين بمختلف توجهاتهم الفكرية والتقنية بجماليات العمارة بشكل كبير.