كانت ولا تزال "التفاحة" مصدر جاذبية وإغراء، وكلما ذُكرت في الاساطير والحكايات والميثولوجيا ارتبط ذكرها بالتغيير الجذري. أولها النزول من الجنة إلى الدنيا، مرورًا بالقطيعة الابستمولوجية المعرفية حينما غير قانون الجاذبية لإسحاق نيوتن مجرى العلوم الفيزيائية، وانتهاءً، على حدّ مبحثنا هذا، برسم سيزان "للتفاحة" الذي ومن خلال عقيدته الفكرية الفنية، كان سببًا في احداث تغيير ابستمولوجي جذري في منحى الفنون التشكيلية وسببًا في وجود الفن الحديث.
وما يطرحه هذا البحث هو اتخاذ "التفاحة" كدراسة حالة بحثية، أولًا كعنصر تشكيلي في لوحات سيزان، وثانيًا كرمز سيميائي استلهم من دلالاته الانسان قديمًا اساطيره وحكاياته، ولا يزال يستلهم منها أيقوناته الاتصالية حديثًا. حيث تأتي دراسة "تفاحة سيزان" الذي من خلال اسلوبه في تجسيدها أحدث تغييرًا ابستمولوجيًا جذريًا في الفكر الفني التشكيلي من بعده. وحيث اتخذ الباحثان من "تفاحة" سيزان في أعماله المجسدة للطبيعة الساكنة عنصرًا تشكيليًا موضوع دراسة سيميائية توصلت إلى اثبات أن "تفاحة سيزان" أحدثت تغييرا ابستمولوجيًا معرفيًا أدى إلى ظهور الفن الحديث كما يتجلى لنا اليوم.