نظراً لكون المتاحف مقار دائمة لجمع وحفظ وبحث وتواصل وعرض التراث الثقافي الإنساني ( )، وبالتالي فهي من أهم المؤسسات لحفظ ذاك التراث والحفاظ عليه، ولضمان استمرارية هذا الحفاظ، يتعين على القائمين علي المتاحف فهم ومراقبة البيئة المحيطة به، حيث تلعب الظروف البيئية دورا حاسما سلباً أو إيجاباً في الحفاظ على المقتنيات الأثرية والتاريخية وذات القيمة وغيرها من محفوظات، وتعتمد معايير الإدارة والحفظ لمقتنيات المتحف على سياسة تلك الإدارة وعلى تنفيذ تلك السياسة في شكل ممارسات، ومن ذلك تقييم المخاطر علي تلك المقتنيات، ووضع الإجراءات المناسبة لمقاومة وتقليل تأثير تلك المخاطر، وتحديد ما إذا كان سيتم الموافقة على برمجة الإجراءات التي توصي بها أم لا في انتظار الإجراءات التصحيحية الدائمة، حيث يجب اتخاذ الإجراءات المؤقتة اللازمة للحد من التدهور الناجم عن الظروف البيئية، وأيضاً الحد من تأثير عوامل التلف والإتلاف البشرية إن وجدت، وبناءً على ما سبق يتناول هذا البحث رصد البيئة الداخلية لمتحف سوهاج القومي، بهدف فهم ورصد التأثيرات المحتملة على مقتنياته، ومعرفة مدى ملائمة بيئة المتحف لحفظ تلك المقتنيات، ويتمثل ذلك في رصد وتحليل تلك البيئة من قياس نسب الرطوبة النسبية، ودرجات الحرارة الجوية، وكمية أو شدة الإضاءة، بالإضافة إلى دراسة التلف الميكروبيولوجي في بيئة المتحف، فضلاً عن إلقاء الضوء على مدى ملائمة موقع وتصميم المتحف، وسيناريو العرض بداخله، للحفاظ علي مقتنياته.