تعد مدينة "بومبى" Pompeii, واحدة من أبرز المدن المفقودة التي ظلت لقرون طي النسيان. حيث غرقت وسط بحر من الرماد البركاني أثر ثوران بركان جبل فيزوف الموجود على مقربة من مدينة "بومبي"، ومع كشف العلماء والأثريين على أطلال تلك المدينة، أصبحت تلك الأطلال مادة غنية للإلهام الفني على مر العصور وقد اهتم الفنانين بتصوير مدينة "بومبى" بسبب مكانتها الهامة كمستوطنة رومانية مزدهرة ومركز جذب اقتصادي وثقافي وصلت أوجه خلال القرن الأول الميلادي إلى وقت كارثة البركان الذي دمر أجزاء كثيرة من المدينة وغطي البقية بأطنان من الرماد.
ويتناول البحث دراسة بصرية لمعالجات الأعمال الفنية التي تناولت مدينة "بومبى" سواء كانت تصورها الحياة داخل المدينة قبل وقوع الزلازل أو تعرض اللحظات الفاصلة للمدينة خلال كارثة بركان فيزوف والذي يعتبر الحدث المفصلي في العديد من الأعمال التي تناولت المدينة. مع تسليط الضوء على الأثر الدرامى للحدث وقت اندلاع الكارثة، وأيضاً يتناول البحث مختلف المدارس والاتجاهات الفنية الخاصة بفنون الكتاب المتعددة، حيث أخذ الفنانون في تخيل ما كانت عليه تلك المدينة من خلال أعمالهم الفنية متعددة التقنيات منذ بدء أعمال الحفر للبحث عن المدينة وحتى وقتنا هذا في أعمالهم الفنية كوسيلة لحفظ تراث مدينة "بومبى" الحضاري التي تصور ما كان عليه شكل الحياة إبان الإمبراطورية الرومانية.