إن مـوضـوعـات الجـمـال مـن الموضوعات التي شغلت الإنسان منذ القـدم وحـتـى الآن ؛ فقد إهتـم بـه الفلاسفة والفنانـون وعلماء النفس وعلماء الرياضيات والطبيعة ... كـل حـسـب إتجاهـه ومـيـولـه ووجـهـة نظـره ، في مـحـاولـة للكشـف عـن أصـل الجـمـال ، وأسباب الـشـعـور والإحـسـاس بـه وقـد دعـت دراسـة هـذه الموضوعات إلى تفسيـر القـيـمـة الجمالية والتـي يصـبـوا العمل الفنى إلى تحقيقهـا ويقابلها في المعنى إنتماء الفكر الجماعي وولاءه لمبـدأ مـعـيـن ويكـون هـذا الإنتماء لا إراديـا ويبدون قـصـد أو عـمـد إلـى إيجـاده ، على أن يبقى هـذا المبدأ السبب الأساسي لملائمة العمـل الـفـنـي مـع روح المجتمـع .
إن الأعمال النحت المجسم شأنها شأن جميع الأعمال الفنية تخضع لعدة عمليات معرفية ووجدانية وتمثل علاقات تبادلية بين الفنان وعمله وبين المجتمع ، وتتفاعل تلك العلاقات داخل أحاسيس الفنان فيحولها إلى إنتاج ابتكاري يعبر عن قيم جمالية وتشكيلية مختلفة ، وفيما يلي توضيح لمعنى القيم الجمالية التشكيلية والتعبيرية كمفهوم فلسفي وفني من خلال بعض أعمال النحاتين الذين اتخذوا من التراث مصدراً لإبداعاتهم الفنية.
ويسير البحث حول هذه القضية على النحو التالي : مفهوم الجمال والقيم الجمالية والعناصر التشكيلية الجمالية فى النحت المجسم من حيث البناء والتشكيل والعوامل المؤثرة فى التقدير الجمالي عند المتلقي. كما نعرض للعلاقة بين القيم الجمالية وقضية الإبداع.