انتقلت الحضارة الإسلامية والتي وصلت إلى أوج عظمتها وتمثلت في بلاد الأندلس مع دخول العرب أوربا وإقامة دولة الأندلس والتي تضم الآن إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا وتجاور إيطاليا شمالا وتحيط بوسط إيطاليا غرباً بجزيرة سردينيا وجنوباً بجزيرة صقلية بالإضافة إلى وصول العرب حتى مملكة نابولي بالجنوب الإيطالي ، وقد كان من نتاج ذلك آثار وإسهامات كبيرة في عمائر تلك المدن الشهيرة وتأثيرات استمرت لفترات طويلة .
" كما أن المسلمون حملوا لتلك البلاد برايات المدنية والعلوم والفنون ، وكان ذلك هو حجر الأساس في تكوين عصر النهضة بأوروبا وقد كان لتأثير العمارة الإسلامية الممثلة في عمائر عصر الباروك والذي كان مركزه مدينة ليسي "LECCE" الواقعة بجوار مدينة باري التي استقل بها المسلمون وجعلوها عاصمة الجنوب الإيطالي ، وقد كان لما تقدم أبلغ الأثر في فكر ووجدان المعماري الإيطالي الشهير "باولو بوتوجيزي " المصمم لمشروع المركز الثقافي ومسجده بروما بالاشتراك مع المعماري العراقي " سامي موسوي " فقد ركز " بوروجيزي" على مشاهداته لأنواع القباب وخاصة قباب المغرب العربي فكانت النهاية هو اقتباسه لفكرة القبة الرئيسية بمسجد المركز الإسلامي بروما من القبة الرئيسية بجامع تلمسان وجامع قرطبة ( )، بالاضافة إلى عنصر الأقواس المتشابكة أسفل قباب المسجد ، والتي سنعرض لها فيما بعد وقد كان لمفهوم العمارة الداخلية لدى باولو بوتوجيزي Portoghési, Paoloالأثر الأكبر في نقل العمارة الداخلية للمركز الإسلامي عامة ولقاعات الصلاة وعناصر العمارة الداخلية لمفهوم حداثي كبير حيث طور الكثير من تلك العناصر بطريقة غير مسبوقة أخرجت لنا عمل رائع يحمل كل مفردات الأصالة والحداثة والمعاصرة في مزيج جديد ظهر في العمارة الداخلية لذلك المركز.