يعد مفهوم جمالية القبح أحد أطروحات مابعد الحداثة، فالقبح أحد القيم المرتبطة بالتجربة أو بالخبرة الجمالية التى تعد بدورها نتاج التواصل والتفاعل بين الفن والمُتلقى إعتماداً على تفاعله وبيئته. ومن هذا المنطلق يتضح لنا أن القبح ماهو إلا جمالاً من نوع خاص. اى إنه جمالاً على صعيد الوظيفة والقيمة. وعليه فنحن لانتحدث عن القبح المطلق، أو الكلى، أو النوعى (أى الخاص بالنوع)؛ ولكن يتناول المُنظر القبح وجمالياته من خلال ظاهره وباطنه؛ فظاهره هو كل ما يتعلق بالبعد المادى، أما باطنه فهو كل مايتعلق بالجوهر كالبعد الأخلاقى ضمن المنظومة السلوكية ومن هنا يصبح مفهوم القبح من ضمن المفاهيم الجديدة للقيم الجمالية وخصوصًا في مجال الفنون وتبرز هذه القيمة للقبح من الإستطيقيا. إذ إن جوهرية العلاقة بين القبح والفن يتمثل في طبيعة التعبير الجمالي أو الفني عن القبح بما أن الفن هو شکل من أشکال التعبير المختلفة من وجهة نظر الفنان. وبهذا يصبح القبيح في الفن جميل لما يحمله من معاني خفية ومضامين رمزية رافضة القبح ذاته، وهنا يصبح القبح جزءًا قيمًا في عالم الفن بمعانية الرمزية. فمن الممكن ان نقول ان القبح شكل من اشكال الجمال والابداع الفنى ويظهر هذا بشكل واضح فى فنون ما بعد الحداثة .