يمر الفنان في عملية الإبداع بتطورات كثيرة وبخواطر وتجارب عديدة تؤثر عليها الظروف المحيطة بالفنان من خلال بيئته وظروفه الاجتماعية والاقتصادية...، وكذلك ثقافته الشخصية ومعتقداته التى تسيطر عليه...، وكل هذه العوامل تؤثر على عملية التفكير الإبداعى والنتاج الفنى.
فالفنان يتمتع بالقدرة على تخزين الصورة الذهنية المتعلقة بالفن الذي يهواه ويمارسه، حيث تستطيع حواس الفنان المرهفة من استقبال ما تصادفه من محسوسات يقوم العقل بتحويلها إلى مدركات ذهنية على هيئة صور تتلاحق وتختزن في الخيال الداخلي لديه. وكان لابد لفن الجرافيك أن يكون له مكانا كبيرا في الناحية الإبداعية، حيث تخلص من سيطرة الصنعة والأداء التقني المبالغ فيه إلى الأداء التعبيري المبدع، وذلك من خلال قيام العوامل الإبداعية بالتأثير على فنان الجرافيك عبر أدواته وتقنياته وخاماته والمستحدثات التقنية التي ظهرت مع التطور المذهل في التكنولوجيا الحديثة.
ومنذ بداية ظهور فنون الحفر وانتشارها، لاقت تلك الفنون صدى واسع المجال لدى المتلقي والمستقبل لها، ونجد ذلك في الاعمال التي تناولت رسوما للحكام وعليةُ القوم وقتها، وأيضا في الكتب الدينية والاسطورية والتي عبرت عن ثقافة تلك العصور والأفكار السائدة في تلك الاوقات.
وأيضا نجد الآن أثر التطور التكنولوجي الحديث على فنون الحفر من خلال ظهور العديد من المستحدثات الفكرية والتقنية توافي متطلبات هذا العصر