قد كان السعى فى اعمال هذا البحث العملى وراء ايجاد نسق زخرفى وخطه لونيه تمتزج داخل قالب هندسى يتلائم مع السكينة النفسية للمتلقي المتوخاة من خلال إبداعات الفنون الإسلامية، وكذا حرص الباحث في مختلف التقنيات عند اشتغاله ، على تطويع عناصره الهندسيه المجسمه بما يتلاءم مع الرؤية العامة للإطار البنيوي للتصميم ، وانصب اهتمامه وتأكيده على بلورة صور الجمال الظاهري للعمل الفنى لتكون نفق العبور بالمتأمل إلى الإحساس بالجمال الباطني بين ثنايا نفسه حتى تتلبسه مشاعر الجلال الجمالي
فجماليات العمل الفنى هنا ما هي إلا نتيجة لاحتدام قوى داخلية في نفس الباحث.
ظاهرها دنيوي : فالابواب والنوافذ المتكرره حل هندسي لإيجاد الفضاء الواسع، الزخارف و الأرابيسك عناصر تكسية تزيينيه، الالوان صفه لعناصر التصميم المستخدمه. كل هذه أسباب ظاهرية سهل على المتلقي معرفتها دون إمعان فكر أو تأمّل.
وباطنها أخروي : فجمالية عناصرعمارة المبانى الاسلامية تحيل إلى الإحساس بالسكينة الروحية، والتأمل في الدرج و النوافذ وتكرارها يدفعك للتفكير في الملكوت الأعلى، وما عناصر الأرابيسك إلا إسقاطات لأفعال روحية تعبدية ، فالزخارف النباتية بلطفها وبلينها وانسيابها: رحمة، والزخارف الهندسية بيبسها وقوّتها: حق ورهبة، و الجمع بين الانسيابية والقوة: حكمة ، كل هذه أسباب باطنية لا ينجلي استقراءها إلا بعمق التفكير والتأمل الداخلي والتلقى أمام العمل الفنى.