تسعى مصر في ضوء رؤيتها 2030 إلى استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بغزو الصحراء وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة؛ تعيد توزيع السكان خـارج الوادي إلى آفاق مكانية جديدة، سواء من خلال المشروعات القومية الكبرى أو التوسع في إنشاء المدن الجديدة، وكذلك محاور التنمية كمحور قناة السويس. وعلى الرغم من ذلك لا يزال تركز السكان بالوادي والدلتا قائمًا؛ إذ لم تستطع هذه المشروعات جذب أعدادًا كبيرة من السكان وإعادة رسم خريطة توزيع السكان بالجمهورية. وقد حظيت استراتيجيات التنمية للدولة وجهودها لإعادة توزيع السكان باهتمام الباحثين والدراسات لا سيما دراسات التخطيط العمراني والإقليمي والدراسات الجغرافية والاقتصادية والعمرانية وغيرها، إلا أن هذه الدراسات لم تتعرض لتقييم هذه الجهود ومدى استدامتها في إعادة توزيع السكان وفقًا لإمكانيات وأشكال الانتقال السكاني الممكن من وادي النيل وبعض المدن المصرية إلى المدن الجديدة، أو بمعنى آخر مناطق الجذب السكاني ومدى إمكانية تحقيقها للمستهدف منها، وبالتالي يهدف البحث إلى تقييم عوامل الجذب في المدن الجديدة وفرص استدامتها والتحديات التي تعوق هذه الاستدامة، واتجاهات السكان نحو الانتقال والاستقرار بمدن الجيل الأول.