حاولت الدراسة إلقاء الضوء على الأهمية الاستراتيجية للقمح في مصر ، وذلك بإعتبار أمن القمح جزءً مهمًا من أمن الغذاء ، فهو يعد أهم المحاصيل الغذائية في مصر ؛حيث يعتمد عليه غالبية الاستهلاك المحلي ، كما أنه يتصدر قائمة الواردات المصرية الزراعية ، إلى جانب أنه يشكل نسبة كبيرة من جملة الأراضي الزراعية ؛ فتبلغ نسبة الأراضي المزروعة به نحو 35% من جملة المساحة الزراعية .
وسعت الدراسة كذلك إلى توضيح الجوانب المتعلقة بموضوع أمن القمح في مصر ، وذلك من خلال محورين أساسيين هما: المقومات الداخلية وأمن الواردات ، وترتبط المقومات الداخلية بخمسة مؤشرات يمكن من خلالها تقييم دور الموارد المحلية في تلبية حاجة السوق المحلية من القمح ؛ بمعنى تقدير وتحليل حجم الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك ، بينما يعد محور أمن الواردات على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لمصر التي تعتبر من أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم ، ويرتكز أمن الواردات على قاعدة أساسية هي الضمان والاستمرارية ؛ بما يعنيه ذلك من كميات مناسبة في أوقات منتظمة ، إلى جانب تقدير حجم المخاطر المرتبطة بواردات القمح ، وذلك من خلال تحليل خريطة التوزيع الجغرافي لها في ضوء درجة تركزها ومدى الاعتماد عليها .
كما حاولت الدراسة تحديد المعوقات التي تحول دون تحقيق أمن القمح في مصر ، والتي منها معوقات تتعلق بالإمكانيات المحلية مثل: محدودية الأرض الصالحة للزراعة ، وارتفاع معدلات الاستهلاك المحلي ، والتغيرات المناخية التي تعتبر عاملًا مشتركًا بين معوقات البيئة الطبيعية المحلية وبين المعوقات المرتبطة بالواردات من الخارج ، إلي جانب عوامل أخرى تشمل الأزمات الاقتصادية والنزاعات السياسية .