تتعرض المدن عبر تاريخها لأطوار من النمو والتغير، وتتباين التحديات التي تواجهها من فترة إلى أخرى لتلبية الحاجات المتزايدة لسكانها، ومع ازدياد الحاجة إلى التوسع العمراني للمدينة وندرة الأرض تتجه الأنظار إلى تعظيم الاستفادة من الفراغات المتاحة داخل حدود المدينة وتطوير المناطق القديمة والمتدهورة. ومن ثم تبرز الحاجة إلى عمليات التجديد الحضري أو ما يعرف بالإنعاش الحضري باعتباره أحد سياسات التنمية الحضرية المستدامة التي تهدف إلى تحسين وتطوير البيئة الحضرية.
وتتبلور إشكالية الدراسة في تدهور البيئة العمرانية بالنواة القديمة بمدينة المحلة الكبرى؛ نتيجة الإهمال وتأجيل عمليات الصيانة الدورية للمباني، مما يعرضها للتدهور، وعدم صلاحيتها للسكن.
وتهدف الدراسة إلي بناء قاعدة بيانات جغرافية للنواة القديمة بمدينة المحلة الكبرى؛ للاعتماد عليها في عمليات تطوير البيئة العمرانية، وإعادة بناء المناطق المتهدمة؛ لتكون بيئة حضارية أفضل.
وقد استعانت الدراسة بخرائط مصلحة المساحة المصرية لمدينة المحلة الكبرى في أعوام 1948، 1951، 1969م، 1985م، والخريطة الرقمية مقياس 1: 500 من مركز نظم المعلومات الجغرافية بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، كما اعتمدت الدراسة بشكل أساس على الدراسة الميدانية والتصوير الفوتوغرافي، وتوزيع نموذج استبانة لجمع بيانات الأسر بمنطقة الدراسة، وقد استخدم برنامج نظم المعلومات الجغرافية ARCGIS لحساب المتغيرات وبدائل التنمية العمرانية الأفقية والرأسية وصافي المساحات التي يمكن أن تستوعبها المباني الحالية.
وخلصت الدراسة إلى بعض النتائج أهمها: أن منطقة النواة تضم مساحات تصلح للتنمية العمرانية الأفقية تبلغ (359,7 ألف م2)، وتبلغ المساحة الصافية التي يمكن أن تستوعبها الكتلة العمرانية بالنواة نحو (2715 ألف م2).