يعد التسرب من التعليم أحد أهم المشكلات التي تواجه النظم التعليمية في مختلف دول العالم؛ لما لها من آثار سلبية تعيق تقدم المجتمع وتطوره؛ حيث تُسهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الأمية
والبطالة، وتضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد، وتزيد من حجم وحدة المشكلات الاجتماعية، ويهدف البحث التعرف على حجم مشكلة التسرب في محافظة المنوفية ومقارنتها بالجمهورية، والتباين بين مراكز المحافظة في مدى انتشارها، وجاء البحث في ستة محاور، تناول الأول تعريف التسرب من التعليم وأنماطه، ودرس الثاني التوزيع الجغرافي لسكان المحافظة حسب الموقف من التعليم ، واهتم الثالث بالتوزيع الجغرافي للمتسربين حسب محل الإقامة، وتناول الرابع التوزيع النوعي للمتسربين وحجم الفجوة النوعية، وبين الخامس التوزيع الجغرافي للمتسربين حسب المرحلة التعليمية، وفي النهاية قدم السادس تقييمًا جغرافيًا لظاهرة التسرب من التعليم بالمحافظة واتضح من خلال الدراسة أن مراكز المحافظة تعاني من مشكلة التسرب من التعليم بدرجات متباينة، فأكثر المراكز تأزمًا ومعاناة مع مشكلة التسرب، هما مركزز أشمون ومنوف ، يأتي بعدهما مركزا الشهداء والسادات، ثم باقي مراكز المحافظة، كما تبين وجود علاقة طردية قوية بين كل من نسبة التأزم ونسبة الأمية ، فأكثر المراكز أميةً ، هي أكثرها معاناةً مع مشكلة التسرب.