بدأت حركة العمران النشطة بمدينة إستانبُول عقب فتحها مباشرة بواسطة السلطان محمد الفاتح (855- 886هـ/1451-1481م) في عام (857هـ/1453م)، وشُيد بها الكثير من العمائر الدينية منها مساجد الصلوات الخمس أو مساجد الأحياء الصغيرة لإقامة الصلوات الخمس، وذلك رغبة من المنشئ في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد تعرضت المدينة للعديد من الحرائق، وخاصة في أواخر القرن (13هـ/19م)، مما كان له دور رئيسي في إعداد خرائط للمكتب المركزي لوكلاء التأمين الأتراك بهدف توضيح عوامل الخطر، وتخفيف عبء الحرائق الكثيرة التي تحدث، وقد أعد المهندس (جاك بيرفيتيتش- Jacques pervititch) خريطة هامة لمدينة إستانبُول في بداية القرن (14هـ/20م) للتنبؤ بمخاطر الأضرار الناتجة عن الحرائق، وهي بمثابة قاعدة بيانات هامة لمدينة إستانبُول، والتي فقدت الكثير من مبانيها في أواخر القرن (13هـ/19م)، وذلك بسبب توسعة الشوارع، والحرائق، والزلازل المتعددة، فهي ذات أهمية كبيرة في دراسة مختلف أنواع العمائر بالمدينة، وبها عدد كبير من مساجد الصلوات الخمس التي شيدت في عهد السلطان محمد الفاتح، والتي تحول أغلبها اليوم لمساجد حديثة بسبب التغيرات التي طرأت على المدينة.