شهدت المرحلة الأخيرة من النصف الثاني للقرن الثالث الهجري وبدايات القرن الرابع الهجري؛ زخمًا فكريًا كبيرًا ، وتنوع ثقافي فريد في الخلافة العباسية، نابعًا من الحرية الفكرية والثقافية، وسياسة الاستيعاب لأفكار والرؤى الجديدة التي انتهجتها الدولة العباسية ازاء مواطنيها، فنتج عنها بيئة علمية خصبة شارك فيها المجتمع الإسلامي من العرب والموالي والعجم .
فكان المجتمع الإسلامي في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي يشع نورًا وبهاءًا وفكرًا وثقافة .... وفي خضم هذه الفترة ظهرت العقيدة الأشعرية على يد أبي الحسن على بن إسماعيل بن سالم بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن موسى الأشعري ( صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم ) وإليه تنسب طائفة الأشعرية
اختلف المؤرخون في تاريخ ميلاد أبي الحسن الأشعري وتاريخ وفاته؛ فابن عساكر يذكر أنه ولد عام 260هـ وتوفي عام 330م ، وابن خلكان يذكر أنه ولد في عام 270هـ وتوفي عام 324هـ . بما يعنى أنه ولد بين عامي ( 260هـ و270هـ )، وتوفي بين عامي ( 324 هـ و330هـ ) .
ولد أبي الحسن الأشعري في مدينة البصرة ثم انتقل وسكن بغداد إلى أن توفى بها، وكان والده إسماعيل بن إسحاق من أهل السنة والجماعة وأصحاب الحديث. وتوفى إسماعيل بن إسحاق وترك ولده (على ) صغير السن وأوصى به الإمام الساجى من أهل السنة والجماعة، ولكن والدته تزوجت بعد وفاة والده من أبي على الجباني (6) وهو رمز من رموز المعتزلة الكبار في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي .