تظافرت الدعوات الدولية منذ عقود في الدعوة إلى تحقيق الأمن الغذائي، من طعام وشراب صالح لكفاية الإنسان في أوقات العام كافة، وقد أُسست منظمات دولية على هذا الأساس، ولكن دعوة الإسلام إلى التعاون على البر قد سبقت كل هذا الدعوات، فمن خلال تشريع الوقف الإسلامي؛ ذلكم المشروع الخيري الذي سبق الإسلام في الدعوة إليه، والتأصيل له، وتشريع أحكامه؛ قد حقق منذ عصور التكافل، والتآزر، والتلاحم، والكفاية من الطعام والشراب، وهو ما اشتهر في العصر الحديث باسم (الأمن الغذائي). وللوقف تاريخ طويل في تحقيق الكفاية من الطعام والشراب للأمة بأكملها، فمن خلال المؤسسات الوقفية التي ظهرت قديمًا من الخانات، والتكايا، والبيمارستانات، والمدارس، والكتاتيب، والملاجئ، التي اهتمت بتوفير الطعام والشراب، وتأمين احتياجات الفقراء والمساكين، وفي العصر الحديث ظهرت الجمعيات الخيرية، وبنوك الطعام، والمؤسسات الحكومية الوقفية كوزارات الأوقاف، كل هذه المؤسسات تدل بصورة كبيرة على مدى إسهام الوقف الإسلامي في تحقيق الأمن الغذائي. خطة الدراسة: جاءت الدراسة في مقدمة، ومبحثين، ثم خاتمة، وقائمة المصادر والمراجع، ويمكن عرض خطة الدراسة كالتالي: المبحث الأول- التأصيل لدراسة الوقف والأمن الغذائي. المطلب الأول- المقصود بالوقف وحكمه ومقاصده. المطلب الثاني- المقصود بالأمن الغذائي وأهميته وحكمه. المطلب الثالث- الأمن الغذائي ومقاصد الشريعة. المبحث الثاني- دور الوقف الإسلامي في تحقيق الأمن الغذائي. المطلب الأول- أثر الوقف الإسلامي في تأمين الغذاء. المطلب الثاني- المؤسسات الوقفية للأمن الغذائي قديمًا وحديثًا. المطلب الثالث- مشروع وقفي مقترح لتحقيق الأمن الغذائي في مصر.