يُعد التغير في الغطاءات الأرضية واحدة من أهم العوامل في زيادة درجة حرارة سطح الأرض في العديد من المدن، والسبب في ذلك هو استبدال الغطاء النباتي وغيره من الغطاءات بسطح غير مُنفِذ. تهدف هذه الدراسة إلى تقييم مدى مؤشر تباين المجال الحراري الحضري (UTFVI) ومستوى جودة الحياة في مدينة قنا، باستخدام التقنيات الجغرافية المكانية ونموذج الانحدار الخطي. وقد تم الاعتماد على مرئيات القمر الصناعيLandsat-9 OLI/TIRS لعدد اثنتا عشرة مرئية فضائية ممثلة للفصول المناخية لعام 2023م. وأظهرت النتائج أن شدة الجزيرة الحرارية ترتفع في الصيف 7,65° س، وتنخفض في الخريف إلى 2,08°س، وبالتالي تعرض منطقة الدراسة لظروف مناخية محلية شديدة تضر في المقام الأول بجودة الحياة الحضرية. ويسلط البحث الضوء على أن أسطح الأراضي الحضرية غير المنفذة، والمناطق المبنية، والأراضي الفضاء والصحراوية تساهم بشكل كبير في ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض. ووفقًا لمؤشر تباين المجال الحراري الحضري (UTFVI)، أن مدينة قنا يستحوذ عليها فئتان رئيستان من المؤشر: أولهما: الفئة الأولى (UTFVI <0)، ويتميز التقييم البيئي لهذه الفئة بأنه ذات جودة حياة ممتازة، حيث تستحوذ هذه الفئة على 54,2%، 43,9%، 30,9%، 53,4% من مساحة مدينة قنا خلال فصول الشتاء، والربيع، والصيف، والخريف على الترتيب. وثانيهما: الفئة السادسة (UTFVI > 0.02)، وهي المناطق ذات التقييم البيئي الأسوأ في جودة الحياة، وتشغل هذه الفئة نحو 41,4%، 45,1%، 63,0%، 40,7% من جملة مساحة المدينة خلال فصول الشتاء، والربيع، والصيف، والخريف على الترتيب. تؤكد دراستنا على التخطيط الحضري المستنير واستراتيجيات التخفيف القابلة للتكيف لحماية سكان الحضر من الإجهاد الحراري. وتوصي الدراسة بتنفيذ إجراءات للتخفيف من تأثير الجزر الحرارية في مدينة قنا من خلال زيادة تواجد المساحات الخضراء واعتماد استراتيجيات التبريد الأخرى. ويمكن لهذه التدخلات أن تساعد في تخفيف الآثار السلبية على البيئة الحضرية وتحسين نوعية الحياة للسكان.