هدف البحث إلى إبراز أهمية الهدية والتهادي في توثيق العلاقات المختلفة بين الناس على مختلف طبقاتهم، ونوضح أيضاً أهمية تقديم الهدايا في المشرق الإسلامي خلال العصر العباسي موضحةً أثرها السياسي في توثيق العلاقات بين الدولة العباسية وجيرانها، ودور الهدايا في تعيين الولاة والأمراء، وكذلك في التخفيف من الحروب وخلق التحالفات، وحيث أن للهدايا دور فعال بإعتبارها وسيلة لتوطيد العلاقات الدولية والاجتماعية بين مختلف الشعوب، لاسيما وأن كانت تلك العلاقات مبنية على المصالح والمنافع المشتركة، فهي تزيل الضغائن التي تحملها النفوس، وتقرب القلوب، وتنشر المحبة وتسود بتبادل الهدايا الوئام والأمن والسلام، وكذلك ميزت الهدايا والهبات آل سلجوق عن غيرهم؛ وذلك لكثرة عطائهم الذي شمل الأمراء والوزراء والرعية، ولأنهم بسطوا جناح العدل والرأفة، وقد تناول هذا البحث ثلاث مباحث حيث جاء الأول بعنوان دورُ الهدايا في توثيقِ العلاقاتِ بينَ الدولةِ العباسيةِ وجيرانِها، والثاني تحدث عن دَورُ الهَدايا في تعيينِ الوُلاةِ والأُمَرَاء، ثم جاء المبحث الأخير بعنوان دورُ الهَدايا في التخفيفِ من الحروبِ وخلقِ التحالفات.