عن تاريخ الإعلام في العهد المدني، فقد عرف الإعلام منذ القدم، وشَكَّلَ وسيلةً من الوسائل الإعلامية التي وظَّفتها الدولة، من أجل فرض مكانتها. وتسعى هذه الدراسة للكشف عنها، فتاريخ الإعلام له وسائله قديماً وحديثاً، ويقصد بالإعلام: الوسائل الإعلامية كلها؛ سواء كانت مقروءةً أو مسموعة، والتي استعملها النبي لتثبيت دولته الإسلامية، ومِن تلك الوسائل الإعلامية التي اعتمد عليها النبي - صلى الله عليه وسلم-، الكتب المرسلة إلى ملوك وأمراء البلدان والقبائل المجاورة، والواقع لا تستطيع الدراسات التاريخية، الاعتماد على جانب منفصل عن بقية الجوانب الأخرى، ولا عقيدة دينية دون أخرى، وهو ما تناولته وثيقة المدينة.
ولا يمكن تصوّر مجتمع في أي عصر من العصور دون اتّصال أو إعلام لنقل الأخبار وتداولها، وذلك لاهتمامها بما يحيط بها من حوادث، وقد شهد المجتمع في العهد النبوي ظاهرة لنقل الأخبار وتداولها التي شكلت الإعلام الّذي كان يصب في مسار الدعوة الإسلامية، فالرسول - صلى الله عليه وسلم-لمَّا أسس دولة المدينة، احتاج إلى التعرف على أخبار القبائل في الجزيرة العربية، فظهرت الحاجة إلى وسائل تربط المدينة بوصفها مركزاً للدولة الإسلامية، لنقل ما يستجد من أخبار القبائل والدول المجاورة، ومن هنا جاء الاهتمام بنقل وتداول الأخبار في دولة الإسلام بالمدينة.