استطاع الأمير الأموي عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الملقب بالداخل بفضل ما حباه الله من شخصية فذة فيها من العزيمة والقوة والثقة العالية بالنفس والصبر أن يؤسس دولة لبني أمية في المغرب حيث بلاد الأندلس بعد أن غاب ذكرهم في المشرق. لقد وصل عبد الرحمن الداخل إلى بلاد الأندلس وهي في أمس الحاجة إلى رجل بقوته يحقق لها الوحدة والاستقرار بعد أن أرهقت البلاد الحروب والثورات الداخلية. لكن الداخل لم يستطع تأسيس دولة لبني أمية تكون عربية خالصة كدولة آبائه في المشرق لكثرة ثورات العرب عليه ولكونهم أقلية في تلك البلاد النائية فاتجه إلى الموالي والبربر، ومع كثرة الثورات وانشغاله بالحروب الداخلية والخارجية طوال حكمه لم يدع الداخل الاهتمام بالنواحي الحضارية في جميع المجالات وسار على نهجه أبناؤه من بعده حتى أصبح بنو أمية الرواد في تأسيس حضارة إنسانية في الأندلس كان لها الفضل الأول في نهضة أوروبا، ولا تزال آثارها إلى يومنا هذا، ولا تزال آثارها إلى يومنا هذا..