إن التراث هو تراکم خبرة الإنسان فى حواره مع الطبيعة، وهو يعنى التجربة المتبادلة بين الإنسان ومحيطه ، وهذا المحيط يضم الإنسان الأخر فرداً کان أم جماعة ، والتراث يعنى کل مفهوم يتعلق بتاريخ الإنسان فى تجارب ماضيه، وعيشه فى حاضره، وإطلالته على مستقبله أما التراث الحضارى والثقافى فهو الممتلکات والکنوز التى ترکها الأوائل لنا، وهو السند المادى واللامادى للأمم والشعوب ، من خلالها تستمدّ جذورها وأصالتها لتضيف لها خصائص أخرى فى مسيرتها الحضارية ولتحافظ على هويتها وأصالتها.
ولا شک أن التراث يمثل الذاکرة الحية للفرد وللمجتمع، ويمثل بالتالى هوية يتعرف بها الناس على شعب من الشعوب، کما أن التراث بقيمه الثقافية، والاجتماعية يکون مصدراً تربوياً، وعلمياً، وفنياً، وثقافياً، واجتماعياً.
ويسعى الباحث فى هذا المقال لأبراز أهمية العلاقة بين الموروث الثقافى والتنمية فى المجتمعات المحلية الحدودية وخاصة النوبية ودور التراث الثقافى فى إنجاح وتحقيق التنمية والتى تحظى بإهتمام الباحثين في الدراسات الأنثروبولوجية ، ومن خلال الدراسة الميدانية للمجتمع واستخدام کافة أدوات الدراسة الأنثروبولوجية من مقابلة وملاحظة وأيضاً في ضوء النظرية التکنولوجية والرمزية، ومجموعة من المناهج : الأنثروبولوجي، الإيکولوجيا الثقافية ، التاريخي ، منهج رؤى العالم ، وأخيراً جاءت نتائج الدراسة .