الملخص
أولى سلاطين المماليك اهتماماً كبيراً وعنايةً كبيرةً بالزراعة، لما لها من منافع اقتصادية للدولة بكافة طبقاتها؛ حيث اشتهرت مصر منذ قديم الزمان بالحرث والفلاحة؛ حيث تعد الزراعة هي أهم المصادر الاقتصادية لمصر على مر العصور.
كان المجال الزراعي من المجالات الاقتصادية التي شارك فيها فقهاء السنة، بالرغم من صعوبة ذلك المجال؛ حيث كانت الأدوات الزراعية بدائية، بالإضافة لطول مدة الزراعة، واحتياج المزروعات للعناية بها معظم الوقت، مما يصعب عليهم تحصيل العلم، وبالرغم من صعوبة ذلك المجال إلا أننا قد وجدنا الكثير من الفقهاء قد شارك فيه، وقد يكون اهتمامهم بذلك المجال مبني على تعاليم الرسول - صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف: "لا يغرس مسلم غرسا، ولا يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان، ولا دابة، ولا شيء، إلا كانت صدقة"، حيث نجد من الفقهاء السنة من أسهم في الزراعة عن طريق امتلاكه للضياع والبساتين والإقطاعات ومنهم من امتهن مهنة الفلاحة ومنهم من كان يؤجر الأرض لزراعتها ومنهم من اهتم بملحقات الزراعة كالرعي وتربية النحل والتحطيب ومنهم من أوقف أرضه على أعمال البر.