يعد جاهد صدقي طارانجي أحد الشعراء والكتاب البارزين في فترة الجمهورية التركية. على الرغم من كتابته للعديد من القصص، إلا أنه اشتهر بشكل أكبر بشعره. ولد جاهد صدقي عام 1910م في مدينة ديار بكر، وتلقى تعليمه الابتدائي بها. وتلقى تعليمه المتوسط في مدرسة سانت جوزيف باستانبول ثم تخرّج في مدرسة غلطه سراي الثانوية . بعد ذلك التحق بكلية العلوم السياسية لكنه فُصل منها عام 1935م، فالتحق بكلية التجارة العليا. ثم سافر إلى باريس أواخر عام 1938م وكان يدرس العلوم السياسية هناك ولكن وطيس الحرب العالمية الثانية حال دون اتمامه لنيل الشهادة، فعاد إلى تركيا، والتحق بالجيش. وبعد إنهاء خدمته العسكرية عمل بوكالة الأناضول مترجماً، ثم في وزارة العمل. تزوج عام 1951م وبعد ثلاث سنوات أصابه الشلل وخضع للعلاج الطبيعي في أنقرة، ثم نُقل إلى فيينا لاستكمال علاجه، ففارق الحياة هناك في الثالث عشر من أكتوبر عام 1956 ونقل جثمانه إلى أنقرة ودفن هناك.
بدأ جاهد صدقي كتابة الشعر في المرحلة الثانوية، وأولى اهتمامًا كبيرًا للشكل فقد كان يؤمن بأن الشكل هو العنصر الأساسي للشعر، ولذلك كتب شعره بأسلوب سلس وبسيط. وركز في معظم قصائده على وحدته وحنينه إلى الماضي، وهو ما سيتم التركيز عليه في هذا البحث. واتخذ من ذاته محورًا تدور حوله أغلب أشعاره، فجعل معظم شعره شعرًا ذاتيًا يعكس تجارب حياته الشخصية بشكل صادق ومؤثر.