شهدت الأعمال الأدبية في الآونة الأخيرة تطورًا ملحوظًا، خاصةً مع دخول التكنولوجيا الرقمية في مُختلف المجالات، مما أدى إلى وجوب ظهور أدب رقمي يُحاكي الكتابة الأدبية التقليدية في شكلها وطُرق استخداماتها. واتخذ الأدب الرقمي مُسميات عدة منها: الهايبرتكست، أو الأدب التفاعلي، أو الرواية الواقعية الرقمية،... إلخ. لذا تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف على أثر استخدام التكنولوجيا الرقمية على الكتابة الإبداعية. واعتمدت الدراسة على تحليل نماذج من تجربة الأديب الأردني "محمد سناجلة" الإبداعية الرقمية التي تُعد نموذجًا للكتابة الإبداعية الرقمية، والتي تكشف عن دلالات وإيحاءات جديدة تُحرض القارئ على القراءة، وتطفي بسطوتها عليها؛ لكونها تعتمد على مؤثرات خارجية في عرض أحداث الرواية، سواء كانت هذه الرواية تاريخية، أو أسطورية، أو نفسية، أو اجتماعية.
        هذا، وقد تم تحليل المادة تحليلًا كيفيًا بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي والمنهج السيميائي. وقد اتخذت الدراسة من نظرية " ثراء الوسيلة الإعلامية" مدخلًا نظريًا لقراءة المادة التي تم الحصول عليها وتفسيرها.
وتوصلت الدراسة لعدة نتائج أهمها: أن الكتابة الإبداعية في العصر الرقمي دعمت فكرة التأليف الجماعي، وساعدت على تشجيع الكُتاب على المُغامرة الكتابية في شكل تعبيري رقمي جديد، كما جعلت من القارئ المُتلقي -أيضًا- عُنصرًا مُبدعًا يُمكن أن يتدخل في النص وإنتاجه من خلال المُشاركة، إما بكتابة تعليق أو توقع نهاية مُعينة للعمل الأدبي.