جميلة بوحيرد المناضلة الشهيدة الحية، أيقونة الثورة الجزائرية، ابنة بلد المليون ونصف المليون شهيد، تحدت المحتل الفرنسي بصبرها وشجاعتها، قاومت أبشع أساليب التعذيب الروحي والنفسي والجسدي، لم تخشَ مقصلة الاحتلال الفرنسي عند إعلان عقوبة الإعدام على مسامعها، بل صرخت في أعلى صوتها نموت وتحيا الجزائر، فأصبحت أنموذجاً حياً للإنسانية جمعاء بأن تحرير الشعوب المظلومة ورفع نير وظلم الاحتلال يتطلب الكثير من التضحيات، ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتسيط الضوء على المناضلة جميلة بوحيرد من حيث: حياتها، صفاتها الشخصية، استعراض مختصر لنشاطاتها الفدائية وكيفية مقاومتها للاحتلال الفرنسي، ومن ثم بيان أهم أعمالها ونشاطاتها بعد التحرر والاستقلال حتى الوقت الحاضر، مع التركيز على توجهاتها ومبادئها وقيمها ومواقفها تجاه قضايا حقوق الإنسان ورفع الظلم والمعاناة عن الشعوب، وموقفها من القضية الفلسطينية، والتطبيع مع الكيان الصهيوني، واستعراض الجوائز التقديرية التي حصلت عليها تكريماً لتضحياتها، وبيان مدى الدعم الحكومي الذي يتلقاه المجاهدون بعد الثورة الجزائرية، بواسطة المعلومات الواردة في المذكرات والكتب والصحف العربية والمقالات، باستخدام المنهج التاريخي القائم على الوصف والتحليل والاستنتاج.