تُعد المحاكاة من الأغراض الحديثة التي دخلت إلى الأردية فى فترة الترويج للأدب الإنجليزي فى شبه القارة الهندوباكستانية, إلا أننا نجد له جذورًا تمتد إلى ما قبل ذلك، وخاصة فى المحافل الشعرية بين "إنشاء الله خان إنشا"، و"مصحفى" مما كان بينهما من تنافس، فالتحريف من الأغراض الشعرية التى لقيت رواجاً وقبولاً فى الأدب الأردى، وسواء كان الهدف منه؛ هو القضاء على الإنحرافات الأدبية وتقويمها من خلال تقديمها فى صورة ساخرة، واستهداف مشاكل الحياة بالسخرية منها بما يخفف من آثارها، أو كان الهدف منه هو مجرد إثارة الضحك لا أكثر، فإنه غرض انتشر واستحسنه المتلقي. وتشمل الدراسة على: تمهيد؛ بعنوان مفهوم المحاكاة الساخرة فى ضوء المصادر الأردية، وثلاث مباحث؛ الأول بعنوان: المحاكاة الساخرة الشخصية، والثاني بعنوان: المحاكاة الساخرة الإجتماعية، والثالث بعنوان: المحاكاة الساخرة السياسية. ومن أهم النتائج التى توصل إليها البحث؛ اتخذ بعض الشعراء المحاكاة الساخرة سلاحاً فعالاً لمحاربة الظواهر الإجتماعية المنتقضة والسلوكيات البشرية غير السوية من أجل القضاء عليها وتغيرها، وقد استمدوا صورها من المجتمع ومجريات أحداثه، معلنين رفضهم لذلك الواقع، متطلعين إلى غد أفضل يسوده الحرية والعدل والمساواة. الأسلوب العام للمحاكاة الساخرة فى للأشعار الواردة فى البحث يتوفر فيها عنصر المتعة، فقد عمدوا الشعراء إلى لغة فنية تجمع الإبداع والإمتاع والإقناع، وتتسم بالسهولة والوضوح.