مقدمة:
تتداخل فلسفة اللغة والعقل بقدر ما تتحد اللغة والمعرفة مع بعضهما البعض، وبالتالي تكمن الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بالعقل البشري من خلال تفسير الكلام اللغوي، وتكمن الإجابة على بعض الأسئلة حول تفسير اللغة من خلال النظر في كيفية عمل العقل البشري. لذا يرتكز البحث في فلسفة اللغة والعقل على اعتماد سياق تفسير السلوك اللغوي وغير اللغوي، وهذا فإننا نهتم بالحالات العقلية اللغوية أي المواقف الافتراضية، وغير اللغوية أي المواقف المتعمدة.
فإذا نظرنا للعلوم المعرفية مثل علم النفس التنموي وعلم الآثار المعرفي نجده يقدم أدله على التفكير ذات مستوى عالي في المخلوقات غير اللغوية، وأيضًا يطبق خوسية لويس بيرموديز J. L. Bermudes، ذلك الدليل في صياغة نظرية فلسفية للفكر غير اللغوي فمن وجهة نظره "أن المجال المعرفي تجاوز المجال اللغوي".(1)

تأثر ميللر بهذه الفكرة من خلال كتاب بيرموديز بعنوان "التفكير دون كلام" "Thinking without Words" عام (2003)، فهو يعد أول دراسة فلسفية كاملة لهذا الموضوع . كما يوفر الكتاب نظرية جديدة صعبة عن طبيعة الفكر غير اللغوي، بالإضافة إلى أنه يوضح الاختلاف بين التفكير دون كلام والتفكير القائم على اللغة.