قبل البدء في عرض تفاصيل عن علم اجتماع المعرفة عند مانهايم يجب التعرف على نظرية المعرفة من حيث ماهيتها الفلسفية وأنواعها ومصادرها وطبيعتها وموضوعاتها، فإذا أردنا تعريف نظرية المعرفة والتي تأتينا بعدة معاني وتعريفات بحيث يختلف كل تعريف بحسب الفيلسوف وتخصصه ووجهة نظره فإذا قلنا بأن المعرفة هي تحصيل العلم أو العمليات العقلية فسوف يترتب على هذا التعريف أن يكون البحث في المعرفة فرعاً من علم النفس الذي يهتم بدراسة الإحساس والإدراك والتذكر والتخيل والنسيان والانتباه والتفكير أو الاضطرابات النفسية وغيرها. وإذا قلنا بأن المعرفة هي البحث فيما تم لنا اكتسابه فقد يعتقد البعض أنها تدخل ضمن دراسات المنطق الذي يتناول بالبحث موضوعات قوانين الفكر الأساسية والتصورات والتصديقات ولكن هناك تعريف أهم و أشمل ومؤداه دعامة متينة لا غنى عنها في هذه العلوم , وتبحث نظرية المعرفة theory of knowlwdge  في مبادئ المعرفة الإنسانية وطبيعتها ومصدرها وقيمتها وحدودها كما تبحث أيضاً في الصلة بين الذات المدركة والموضوع المدرك وبيان إلى أي مدى تكون تصوراتنا مطابقة لما يؤخذ فعلاً مستقلاً عن الذهن وقد تأتي المعرفة بمعنى الأبستمولوجيا epistemology  ويعني هذا المصطلح الدراسة النقدية لمبادئ العلوم المختلفة وفروضها ونتائجها وتهدف إلى تحديد أصلها المنطقي وقيمتها الموضوعية.