الإبستيمولوجيا تقوم على نقد المعارف العلمية بغية الاطلاع عن أسس هذه المعارف والعلوم ونظرياتها وتبحث في تفسيراتها للظواهر، وکذا الحجج التي تقوم عليها هذه التفسيرات، وهذا بالترکيز على المفاهيم والمقولات الأساسية والطرائق المنهجية التي تم الإعتماد عليها للوصول إلى نتائج يمکن تعميمها، هذا التعميم التي تعارضه جلا الأطروحات الأبستيمية على أساس أن العلم غير ثابت و دائم التطور والتغير، إن العقلانية العلمية عقلانية فلسفية مفتوحة تقوم على يقين مزدوج، فالواقع التجريبي واقع لا محدود، کما أن النظريات ليست سوى تفسيرات مؤقتة، مما يجعلنا نقول أن أساس العقلانية العلمية هو ذلک الحوار الجدلي بين ما هو عقلي وما هو واقعي، فلا وجود لنظرية علمية خالصة، کما لا توجد تجربة علمية مستقلة عن العقل، وإبستمولوجيا باشلار فسرت نشأة العلم وتطوره وفسرت أيضاً المعرفة العلمية بصورة عامة، فلا يمکن الحديث عن هذا المشروع الإبستمولوجى دون التطرق إلى فکرة العوائق الإبستمولوجية وعلاقتها بتطور الفکر العلمى الجديدة هذا من جهة، وعلاقتها بالقطيعة الإبستمولوجية من جهة أخرى.