يتناول البحث ما يسمى (النموذج المصغر) من زاوية تاريخ الأفكار كاستعارة أساسية إمتدت وتوسعت داخل المذاهب الفلسفية المختلفة، فبداية من العالم الشرقي واليوناني في رؤية الإنسان كعالم صغير مشابه في تكوينه للعالم الكبير (وهو الكون) في الأدب والشعر والفكر الفلسفي عند أفلاطون وأرسطو كمثال مرورًا بالقرون الوسطى لدخول الإستعارة في عملية إنبثاق الكائنات من كائن أسمى أبدي يتشابه معه الإنسان في الروح وبالتالي نموذج مصغر له. كذلك توفيق هذه الإستعارة مع الكابالا. بالإضافة إلى إستخدام إخوان الصفا لها في الفكر العربي في الموازنة بين الكون والإنسان. ثم بعد ذلك إستخدامها في العصور الحديثة في مفهوم الدولة (اللافثيان) عند هوبز، والمونادات عند ليبنتز. وبذلك يكون النموذج المصغر إستعارة تم إستخدامها للتعبير عن فكرة لم تحظى بالمدى الطويل فقط؛ بل تم إستخدامها، برغم أنها تبدو خيالية، بشكل منطقي ولاهوتي أيضًا.