يضم منخفض الخارجة العديد من المواقع التي تحتوى علي إرسابات الطوفا، المرتبطة بحافات المنخفض الشرقية والشمالية وذلك تبعاً لارتباطها بنسيج التكوينات الجيولوجية. وتعد الطوفا من الأدلة الجيومورفولوجية التي تشير للتغير البيئي، كما أنها تعتبر سجلاً جيولوجياً مهماً يعاد من خلاله الظروف المناخية والمائية القديمة التي جعلتها ملائمة للاستيطان البشرى، وما أدلة على ذلك ما تحتفظ به من الأدلة الأركيولوجية مثل الأدوات الحجرية القديمة وحجر الصوان والشظايا والخزف وغيرها لما كانت تتسم به من ارتفاع الرطوبة وغمر وتصريف المياه الجوفية، التي تساعدنا في عمل تأريخ للطبقات الصخرية وخاصة في تربة الغرين الطيني، وكذلك معرفة دورات التقلبات المناخية من خلال تحليل الكربون المشع 14، فذلك يساعد علي معرفة البيئة القديمة والاستيطان البشرى لما قبل التاريخ المرتبط بها. ((Caton – Thompson, et al., 1932, P.123، بالإضافة إلى الأدلة الحيوية المتمثلة أوراق النباتات والجذور والسيقان والطحالب والبكتيريا المرتبطة بسدود وبرك الطوفا التي تشير للمستنقعات النباتية والتغير المناخي، مما تعد مصدر جذب للحيوانات، وتنتج أنسجة الطحالب نتيجة لبعض العمليات الكيميائية التي تعمل على تعفن الأنسجة النباتية، وبذلك تستنتج أنسجة الطحالب، كما تمكننا رواسب الينابيع الحفرية (الطوفا) أيضاً من معرفة تطور مناخ ما قبل التاريخ والتسلسل الزمني لها (Nicoll, K., et at., 2004, PP.850-851).
ويوجد نوعان من الطوفا، طوفا الهضبة (القديمة)، وطوفا الوادي (الطوفا الحديثة) وهذا ما يهمنا في الدراسة حيث يختلف النوعان فيما بينهم من حيث العمر والخصائص، وتتمثل الطوفا الحديثة في طوفا الوادي 1 و 2 و 3 ، التي تساعدنا فيما تحتويه من البقايا الأركيولوجية والحيوية على معرفة المناخ والبيئة القديمة. كما أنها تعد من أكثر الرواسب تكراراً لأجزاء النظام الفيضي المتمثلة في كربونات الكالسيوم الناتجة من التساقط المطري والتي يكون مصدرها صخور الحجر الجيري الأيوسيني التي تعيد إرسابات الطوفا خلال الزمن الرابع، ومن خلالها يتم معرفة درجات الحرارة المرتفعة المحيطة بها. (Caton – Thompson., et al., 1932, P. 124)، كما يشار بأن هناك خمسة مراحل لتكوينات طوفا الوادي تكاد تكون ثلاثة مراحل مطيرة ومرحلتين من الجفاف، وكلاهما يمثل مدرجات الطوفا التي كانت تلائم الاستيطان البشري القديم. (Caton – Thompson., et al., 1952, PP.14-16)