في الواقع لم تنشئ الدولة العثمانية علاقات صداقة, ولم تبرم معاهدات تحالف مع الدول الأوروبية, مثل تلك العلاقات التي أقامتها مع فرنسا في عهد السلطان سليمان القانوني. بدأت بوادر التقارب بين البلدين بالظهور عندما وصل شارل الخامس إلى حكم إسبانيا, ونشاطه المتواصل في محاولة إخضاع فرنسا لسيطرته, مما نتج عن ذلك اندلاع معارك طويلة بين فرنسا وإسبانيا, دفعت تلك الحروب فرنسا للاقتراب من الدولة العثمانية, وطلب المساعدة من السلطان سليمان القانوني للوقوف في وجه شارل الخامس. وقد وجد السلطان سليمان في هذا التقارب الفرصة المناسبة للحد من اتساع نفوذ شارل الخامس في القارة الأوروبية. لقد أسفرت مباحثات التقارب بين الدولة العثمانية وفرنسا عن إبرام واحدة من أشهر المعاهدات في التاريخ العثماني- الفرنسي عام 1536م, تلك المعاهدة التي مكنت الدولة العثمانية من انتزاع فرنسا من أحضان أوروبا, وضرب الدول الأوروبية فيما بينها مستغلة في ذلك الصراع الديني الذي نشب آنذاك. بالإضافة إلى ذلك, فإن نجاح العمليات العسكرية البحرية المشتركة بين الدولة العثمانية وفرنسا ضد السواحل الإسبانية مكنت السلطان سليمان القانوني من إجبار شارل الخامس على توقيع معاهدة مٌذِلّة عام 1547م, والتي من خلالها قدّمت إسبانيا تنازلات كبيرة للدولة العثمانية.