ترکز هذه الدراسة علىٰ مسار بعض جماعات الحِيَل والاحتيال، الذين احترفوا خفَّة اليد( ) (العفر) أو الدَّک مع خفة اليد (المشاتون)، أو «أصحاب الکاف» في الحيلة والاحتيال.
وهو ما يطرح إشکالية حول وجود شريحة تملک من المهارة ما يجعلها تسوق حرفتها لکل الطبقات المجتمعية ولکنها ظلت مهمشة ورغم ذلک ظلت موجودة في المجتمع بشکل أو بآخر استطاعت أن تواجه التهميش وتوسع من مساحة دورها داخل المشهد التاريخي وتحت الضوء بحيل مختلفة وتعمل على إبراز مساحة تواجدها في المجتمع رغم التحديات العديدة کونها مهنة وضيعة ومنبوذة ومهمشة في المجتمع وفي الوقت ذاته تواجه تحديات دينية تحرم کل ما يتصل بالشعبذة بأشکالها المختلفة ، وبالتالي هى في وضع تقييمي فقهي خوفًا من ممارسات الحيل والاحتيال التي قد تترک أثرًا سلبيًا على الأفراد . إضافة إلى أن الدراسة تطرح إشکالا آخر يتعلق ببنية وتحديات هذه الشريحة نفسها منها التحديات المادية التي تواجهها الشريحة في سبيل تأمين معاشها القائم والمشروط بإتقان طرق متنوعة للحيل، التي کان من أسباب إقبال الناس عليهم ما جعل هذه الشريحة دينامية في مواجهة آراء التحريم الدينية ، ودينامية في اکتساب الجاذبية الاجتماعية تجاه هذه المهنة التي جعلت أصحابها يخترقون عدة طبقات في المجتمع من أسفل إلى أعلى ، ولم ترض أن تظل حبيسة قاع المجتمع على الدوام . والدراسة تنشغل بتقديم صورة هذه الشريحة المهمشة تاريخيًا وطبيعة الدور والتحديات التي واجهتها ، وتکشف عن موقف النخبة المثقفة تجاه هذه الجماعة ، کما تنشغل الدراسة أکثر بفهم المجتمع من الداخل، وهذه الشريحة وسيلتنا للکشف عن طبيعة التهميش والجماعات المهمشة داخل المجتمع .